Khaled’s talent transcends his technical ability to paint, draw and use the creative destruction – his fiery mind allows him to communicate with others, making these paintings not only valid within the local frames of heritage, but giving testimony to an universal message that will last over time.
يحتل خالد بركة موقعه البارز والمتميز ضمن كوكبة الحركة التشكيلية الشابة “لما بعد الحداثة”. هي التي إلتمعت في السنوات الأخيرة داخل المساحة الرمادية التي تهافتت فيها الأطر الرسمية للتشكيل الملتزم. لايتجاوز عدد فناني هذه الثريا اليافعة أصابع اليد، ولا تتجاوز أعمارهم الربع قرن..
يتميز فناننا الشاب بحدة إغترابية: “الجسد-الأنا” و”الرأس-الأنا”، المقنّع بمرارة غروب العالم وإنكفاؤه وعزلته الإحباطية. يستلقي هذا الجسد أو جزء منه (مثل القدم أو الرأس المتضاعف) في حيّز تراجيدي محتدم، تتلبّس هيئته تشريحاً مأزوماً مشظّى منسلخ عن الكل، وعندما يتدانى مجهره التحليلي من هذه البنية الشبحيّة تتبّدى ذراته العضوية الملتحمة مع ذرية الكون، وتستمر وجودية هذا التفتت حتى يقارب الشكل العدم، وتكاد تفقد الهيئة البشرية “سيمولوجية” علاقتها مع التشريح الإنساني.
تقارب هيئة الجسد المسجى في الأبدية المومياء المتفسّخة. هي التي تعاني من الموت والإندثار مرّات متعاقبة، مرّة بالتّحليل والتّفتيت المجهري الذّري الخلوي العضوي (المعتمد على وسائط الحك والتهشير والقلع والتّحزيز “السادومازوشي”)، ومّرة بإيحاءها “النصبي” المتعملق في فراغ فلكي لانهائي.
تتلفّح أشلاؤه المتوحّدة بإضاءة شاحبة زاهدة في اللون، خصبة الملامس والأنسجة وأداءات السطح “الغرافيكي”. ساعيا ًإلى إقتناص لحظة ضوئية تنذر بالخطر، كما هو إلتماع أشعة البرق المارق، ممعناّ في إختباراته التدميرية الإنتحارية حتى تسيح هيئة “الأنا” وتتماهى في سديم المادة، مستخرجاً التضاريس الحسية للجسد من خلال العبور من إشاراته المختزلة إلى مشيمته الجينية الغائرة.
تتأجّج “تراجيدية” التعبير من هذا التراوح بين الإتصال والإنفصال، الإنفصام والإلتصاق، معرجاً على حساسية التيار “اللاشكلي” التي تلامس فيها إعدامات الشكل حدود “الفناء” في النور والنار. يحضرني في هذا المقام ذلك الرأس المزدوج ضمن متتاليته المتسلسلة التي يراجع موضوعها أكثر من مرة: رأس يستلهم توأمياً التوالد الخلقي المشوّه.
لعلّه البرزخ المتوسّط بين تقاليد التراث التّعبيري المحلّي (الذي ازدهر في الستينات والسبعينات), و بين الحساسيّة المتناسلة عن “التعبيرية المحدثة” في المحترفات الأوروبيّة اليوم. هي التي تتعارض مع الطريق المسدود الذي وصلته فروع التجريد الهندسية بما فيها “المنماليّة”.
تتجاوز موهبة خالد القدرة على الرسم والتلوين والتدمير إلى التواصل الفكري والتوقّد الذهني, هو الذي ينقل لوحته من تراث شهادة المكان إلى شهادة الزمان الشموليّة, هي المرتبطة بمصائر الكوكب, وهي التي لاتعرف معنى للعزلة عن خرائط الإغتراب العالمي والعولمي اليوم.عودة إلى الصفحة السابقة